دراسة مقارنة عقيدة الوهابية وعقيدة واليهود 15

سيد قطب واليهود

ففي كتابه المسمى ( في ظلال القرءان ) المجلد الأول – الجزء الثاني – الطبعة الخامسة عشرة – طبعة دار الشروق 1988 – بتعليق محمد قطب في تفسير سورة البقرة ص/240 يقول والعياذ بالله:[ إن المسلم والكتابية يلتقيان في أصول العقيدة في الله وإن اختلفت التفصيلات التشريعية.]

وفي ص/ 295 وفي معرض كلامه عن اليهود يقول مفتريا على الإسلام:[ والإسلام يقوم عليهم يحميهم ويحمي حريتهم في العقيدة.]

أنظر أيها القارئ المنصف إلى ما يدعو إليه سيد قطب فإنه يدعو لأن يترك اليهود على كفرهم على قولهم: العزير ابن الله، وعلى قولهم يعقوب زنى بابنتيه وغير ذلك من قبيح كفرهم. وفوق ذلك كله يدّعي بأن الإسلام هكذا أمر!!!

انظروا إلى وقاحته وشدة افترائه على دين الله، وكيف يكون مدافعا عن الإسلام من يقول بمثل هذا الكلام؟!!

وفي المجلد الثالث – الجزء التاسع – سورة الأنفال ص/1435 يقول سيد قطب في معرض تكلمه عن اليهود وأهل الكتاب مفتريا على الإسلام:[ ثم يطلق الأفراد بعد ذلك أحراراً – بالفعل – في اختيار العقيدة التي يريدونها بمحض اختيارهم.]

فبعد الذي ذكرناه من أقوال وضلالات لسيد قطب ومن مرت أسماؤهم قبلا نقول لهم: إذا كان الرسول على زعمكم وافق وأقر اليهود على دينهم وعقيدتهم وسمح لهم بحرية العقيدة وأن الإسلام على زعمكم لم يكره أحدا على اعتناقه بل ترك الحرية والاختيار لاتباع غيره من الأديان الباطلة، وبل رخص لهم بالبقاء على عقيدتهم على زعمكم فلمَ أُرسلَ رسول الله محمد؟!!! ولِمَ قاتل المشركين كافة؟! ولم جاهد المنافقين وأظهر خبثهم؟! ولم قاتل اليهود أسيادكم؟!! ولم تكلف أتباعه من بعده من صحابة وتابعين بنشر الإسلام في الأرض شرقا وغربا؟!!

إذن قد ظهر الحق وبان وانكشف وعرف الناس من يدافع عن اليهود ويحمي عقيدتهم وينشرها لهم بين المسلمين. وقد عرف الناس أيضا من يوطد لليهود ليسيطروا على بلاد المسلمين والعرب فها هي أذنابهم تنشر الرعب بين الآمنين في بلاد المسلمين تقتيلا وإرهابا وتفجيرا وتفخيخا وبقرا لبطون الحوامل وذبحا للكبار والصغار والذكور والإناث والشباب والعجز، كل ذلك على زعمهم باسم الإسلام وإقامة دولة الإسلام، وما هو إلا خدمة واضحة للصهاينة أصحاب الفتن وأحبابهم. لقد ظهر للناس وبان من يتبع الإسلام ومن يتبع اليهودية وإن سمّوا أنفسهم وأحزابهم وجماعاتهم وتنظيماتهم ومؤسساتهم ومراكزهم بأسماء إسلامية فإن نور الحق ساطع لا يحجبه ظلام الباطل وسواده. فاعرفوا أيها الناس يهود الداخل الذين يمكنون لإخوانهم وأسيادهم يهود الخارج.

الوهابية والقطبية يكفّرون الأمة الإسلامية

ومن مخازي الوهابية وجماعة سيد قطب أنهم يكفرون المؤمنين ويستبيحون دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم وهم مع ذلك يمدحون أهل الشرك والكفر كاليهود ومشركي قريش الذين حاربوا رسول الله وتصدوا لدعوته كأبي لهب وأبي جهل فهما عند الوهابية من المؤمنين الموحدين وأنهما على زعمهم أكثر توحيدا لله وأخلص إيمانا به من المسلمين الذين يتوسلون بالأولياء والصالحين.

وقد تجرأوا على هذا القول الشنيع ولم يكتفوا بإضماره في قلوبهم بل خطّته أياديهم الأثيمة وطبعته في كتاب أسموه ( كيف نفهم التوحيد ) تأليف محمد أحمد باشميل، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث والإفتاء ( الدعوة الوهابية التي يرأسها كبير قومهم عبد العزيز بن عبد الله بن باز ) الرياض سنة 1987. وبمقابل ثنائهم وحبهم لليهود وأعوان اليهود وأشباه اليهود أنظر ماذا يقولون عن المسلمين قاطبة، ففي الكتاب المسمى ( المجموع المفيد من عقيدة التوحيد ) تأليف على بن محمد سنان طبع مكتبة دار الكتاب الإسلامي – المدينة المنورة ص/55 يقولون:[ إن هذه الطرق الصوفية المنتشرة في الناس للدجل والدجالين هي المعول الذي هدم به اليهود والفرس صرح الإسلام وهي اليد الأثيمة التي مزقت الإسلام وأن شيوخ الطرق الصوفية هم الذين يمكنون للمستعمرين في مراكش وتونس والجزائر والهند وفي السودان وفي مصر وفي كل مكان، أيها المسلمون لا ينفع إسلامكم إلا إذا أعلنتم الحرب الشعواء على هذه الطرق وقضيتم عليها فأخرجتموها من بين جنوبكم ومن قلوبكم ومجالسكم ومجامعكم ومساجدكم وزواياكم حاربوها قبل أن تحاربوا اليهود فإنها روح اليهودية والمجوس تغلغلت في جسم الإسلام فزلزلته وأوهنته.]

وزادوا على هذا الضلال أنهم كفروا أهل المذاهب الأربعة ومقلديهم واعتبروا أن مشركي قريش أخف شركا وأيسر كفرا من أهل المذاهب الأربعة ذكروا ذلك في كتاب أسموه ( الدين الخالص ) تأليف محمد صدّيق حسن القونجي الجزء الأول ص/140 طبع دار الكتب العلمية – بيروت.

فما أوقحهم وما أغباهم وهل أهل المذاهب الأربعة إلا جمهور هذه الأمة التي مدحها الله تعالى بقوله:{ كُنْتُم خَيرَ أُمَّةٍ } سورة ءال عمران / 110. وانظر إلى قولهم:[ تقليد المذاهب من الشرك.] في كتابهم المسمى ( الدين الخالص ) ص/140، فهذا تصريح منهم بتكفير الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة وسائر أهل المذاهب المعتبرة.

بل زادوا ضلالا وخبثا لما اعتبروا أن البشر كلهم أولاد زنى حيث كفروا السيدة حواء وجعلوها مشركة، انظر إلى قولهم في كتابهم ( الدين الخالص، ص/ 160 ) حيث يقولون:[ الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون ءادم عليه السلام.] فبربكم من يعتبر أم البشر السيدة حواء رضي الله عنها مشركة كافرة أفلا يكون مؤدى قوله هذا أن ءادم عليه السلام تزوج من كافرة مشركة وأنه ولد منها أولادا والوهابية تزعم انهم من زنى. ومن كفر السيدة حواء فقد زاد شره لما كفر صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر عبد العزيز بن باز في تعليقه على شرح البخاري الجزء الثاني ( طبع دار المعرفة ص/95 بيروت ) تكفيره للصحابي الجليل بلال ابن حارث المزني واعتبر أن زيارته لقبر النبي وتوسله بالرسول عند القحط في زمن عمر رضي الله عنهما شرك، وليس هذا فقط بل شيخه أحمد بن تيمية الحراني المجسم كفّر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي شهد له الرسول بالصلاح وكان معروفا بالعلم والفهم والورع بعد أن نقل ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) طبع دار المعرفة بيروت ص/390 عن تتبع ابن عمر للأماكن التي صلى فيها رسول الله وتحراها لأجل الصلاة فيها يقول ابن تيمية:[ وذلك ذريعة إلى الشرك بالله.]

وفي كتاب المسمى ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ( راجعه وعلق عليه عبد العزيز بن باز طبع دار الندوة الجديدة- ص/190.) يكفر أهل السنة في بلاد الشام واليمن وفي الجزيرة العربية والحجاز والعراق ومصر ويزعم أن أهل الشام يعبدون ابن العربي وأن أهل مصر يعبدون البدوي وأن أهل العراق يعبدون الجيلاني وأن أهل الحجاز واليمن يعبدون الطواغيت والأحجار والأشجار والقبور.

فإذا كان أهل هذه النواحي والبلاد من المسلمين كفارًا عند الوهابية فأين المسلمون يا وهابية؟!!

أضف تعليق

  • الحقوق محفوظة

    Creative Commons License
  • ارشيف المدونة

  • اقسام المدونة